هل تحصل على هاتف شاومي بسعر مناسب مقابل التخلي عن خصوصيتك؟

 

من المحتمل أن تكون شركة شاومي (Xiaomi) من بين العلامات التجارية التي تفكر فيها عند البحث عن صفقة جيدة، حتى إذا لم تكن تملك أحد هواتفها.

من الهواتف المنخفضة القيمة ماديًا إلى الفئة الرائدة، تقدم الشركة الصينية شاومي عددًا كبيرًا من الأجهزة بأسعار معقولة مع مواصفات رائعة، ومع ذلك، فإن ما تم الكشف عنه حديثًا يضع ممارسات الخصوصية الخاصة بشركة شاومي موضع تساؤل.

في حديث مع Forbes، زعم باحثا الأمن Gabriel Cirlig و Andrew Tierney أن متصفحات الويب في أجهزة شاومي تجمع كمية كبيرة من البيانات حتى في وضع التصفح المخفي، كما يُزعم أن هذا يشمل جميع عناوين URL، واستعلامات البحث التي تم إجراؤها في متصفح MIUI، بالإضافة إلى Mi Browser Pro و Mint Browser. حصلت هذه المتصفحات أكثر من 15 مليون عملية تنزيل على متجر جوجل بلاي.

يقودنا هذا الأمر إلى سؤال وهو: هل الحصول على هاتف رخيص بمواصفات جيدة يستحق أن نستبدله بخصوصيتنا؟

البيانات التي تجمعها شاومي:

صحيح أن جمع البيانات أصبح منتشرًا للغاية في الوقت الحاضر، حيث يعتبره كثير من الناس ببساطة حقيقة من حقائق الحياة، لكن يبدو أن شاومي قد تجاوزت تلك الفكرة بكثير. وفقًا للباحث الأمني Cirlig، أكثر ما يثير القلق هو استخدام شاومي لأرقام فريدة تحدد الأجهزة ومن ثَمّ تقوم بتحديد المستخدمين، لكن شاومي ردت بسرعة في محاولة لدحض الادعاءات، مشيرة إلى أن قول ذلك يسيء في تمثيل الحقائق، أتبع Tierney لاحقًا مشاركة مدونة شاومي بسلسلة تغريدات على تويتر تدافع عن النتائج بمزيد من الأدلة.

ادعت شاومي في منشور المدونة أن جميع البيانات التي تم جمعها مجهولة المصدر، وأن ممارساتها لا تختلف عن معايير الصناعة، لكن الأفعال صوتها أقوى من الكلمات، لم يمض وقت طويل بعد إصدار البيان حتى دفعت شاومي تحديثًا إلى متصفحاتها، مما يتيح للمستخدمين التبديل لإيقاف جمع البيانات في وضع التصفح الخفي.

تبدو إضافة خيار التبديل وكأنها محاولة ضعيفة لاسترضاء المستخدمين، كما أنها لا تعالج القضية الأساسية، فلماذا تقوم الشركة بجمع كل هذه البيانات في المقام الأول إذا كانت خصوصيتك وأمنك على رأس الأولويات في العمل لديها؟ فعناوين URL الدقيقة وطلبات البحث ليست إحصائيات، ولا استخدام لها في صيانة المنتجات.

لديك شيء تخفيه:

لا تعتقد أنه ليس لديك ما تخفيه أيضًا، فكر فقط في كل بحث مخفي محرج، وكل سؤال سخيف كتبته في جوجل، وكل جزء من محتوى البالغين شاهدته على هاتفك في وضع التصفح المتخفي، هل أنت مرتاح حقًا بالتعامل مع شركة تمتلك كل هذه البيانات عنك بالإضافة إلى امتلاكها سجلًا كاملًا عن أفعالك؟ حتى إذا افترضنا عدم وجود نية خبيثة من جانب شاومي، فإن خروقات البيانات شائعة، ويمكن أن تنتهي المعلومات الحساسة في أي مكان.

تدعي شركة شاومي أن جميع البيانات التي تجمعها مجهولة المصدر، على الرغم من أن هذا الأمر قد اعترَض عليه الباحثون الأمنيون، ومع ذلك، حتى إذا سايرنا شاومي في هذه الحجة، فهناك دليل على أن بعض البيانات المجهولة يمكن أن تظل مرتبطة بالمستخدمين. فقد أثبتت صحيفة نيويورك تايمز ذلك ببيانات الموقع المجهول، في حين أنه قد يكون من الصعب ربط معلومات المتصفح بشخص ما مقارنة ببيانات الموقع، فقد يكون ذلك ممكنًا اعتمادًا على كيفية جمع البيانات وتخزينها.

في حالة شاومي تكون إضافة خيار التبديل في وضع التصفح الخفي محبطة أيضًا؛ لأن هذا يعني أن الإعداد الافتراضي لم يتغير، وستستمر الشركة الصينية في جمع بيانات التصفح الخفي، ما لم يكن المستخدمون على دراية بالتبديل وإلغاء الاشتراك بشكل صريح، وهذا يعني أنه بالنسبة للمستخدم العادي، الذي لا يتمتع بالخبرة التقنية بشكل خاص، فإن الوضع الراهن لم يتغير، ونظرًا لحقيقة أن شاومي هي رابع أكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية من حيث حصتها في السوق، فمن المرجح أن يكون هذا هو الحال بالنسبة لملايين المستخدمين.

هل حصولك على منتج بسعر منخفض ومواصفات عالية يساوي الكشف عن خصوصيتك؟

إن الكثيرين سيقولون: “فقط قم بتغيير متصفحك”، في حين أن هذا اقتراح معقول تمامًا، وربما شيء يجب عليك فعله، إلا أنه لا يترك شاومي بعيدة عن البيانات، حيث تقوم الشركة بالفعل بجمع البيانات للإعلانات المستهدفة، في الواقع، غالبًا ما تطلق شاومي على نفسها (شركة إنترنت تقوم ببيع الأجهزة)؛ لأن معظم إيراداتها مستمدة من الخدمات والإعلانات، هذا يعني في النهاية أنك أنت وبياناتك المنتَج.

لذلك عندما يتم الكشف عن أن وضع التصفح الخفي أيضًا ليس آمنًا من جمع البيانات، فإن ذلك يطرح سؤالًا: أين سينتهي بنا الأمر؟ وهل الحصول على صفقة جيدة للهواتف الذكية يستحق التضحية بخصوصيتك عبر الإنترنت؟ من وجهة نظرنا، حان الوقت لإعادة تقييم قيمة بياناتنا، والبدء في مساءلة الشركات.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى