لماذا تتبنى المزيد من الشركات نظام العمل عن بعد؟

البوابة العربية للأخبار التقنية البوابة العربية للأخبار التقنية

لماذا تتبنى المزيد من الشركات نظام العمل عن بعد؟

منذ ظهوره وإلى الآن، ينمو العمل عن بعد نمواً مُضْطَرِدًا ويزداد عدد الشركات التي تتبناه في جميع أنحاء العالم، لكن على مدار الأيام القليلة الماضية شجعت شركات عالمية كبرى موظفيها على العمل من المنزل إذا أمكن ذلك، منها أسماء عملاقة مثل: جوجل وأبل ومايكروسوفت، وآي بي إم وفيسبوك وتويتر، ولينكد إن واتش بي وإنتل، والقائمة مرشحة للزيادة بمرور الوقت. فقد جاء قرارهم بتحويل آلاف العاملين إلى نظام العمل عن بعد نظرا لكونه الخيار الأفضل للعمل بشكل فعال.

لماذا يزداد عدد الشركات التي تعمل عن بعد؟

قد يتصور البعض أن هذه الزيادة المستمرة في عدد الشركات التي تتبنى نظام العمل عن بعد يرتبط بظهور فيروس كورونا أو انتشاره، لكن هذا ليس صحيح، لأن الكثير من هذه الشركات تقدم بالفعل سياسات عمل مرنة تسمح لموظفيها بالعمل عن بعد منذ وقت بعيد، ليس هذا فقط، إنما يزداد عدد الشركات العالمية التي تعتمد على التوظيف عن بعد بشكل كامل يومًا بعد يوم حتى قبل ظهور فيروس كورونا بوقت طويل. 

أحد أبرز الأمثلة على ذلك هي شركة أوتوماتيك Automattic المتخصصة بتطوير الويب، والمسؤولة عن تطوير نظام إدارة المحتوى الشهير ووردبريس الذي يعتمد عليه أكثر من 33% من مواقع الإنترنت فى الوقت الحالي. 

ففي عام 2017، قررت الشركة غلق مقرها الرئيسي في مدينة سان فرانسيسكو، والاعتماد على نظام العمل عن بعد بشكل كامل. الآن تبلغ قيمة الشركة أكثر من 3 مليارات دولار، ويعمل بها أكثر من 940 موظف عن بعد، موزعين على 68 دولة ويتحدثون أكثر من 84 لغة مختلفة.

ينطبق الأمر نفسه على منطقة الشرق الأوسط، حيث تتبنى العديد من الشركات العربية سريعة النمو سياسة العمل عن بعد منذ وقت بعيد، مثل شركة حسوب التي تدير كلًا من موقع مستقل الذي يُعد أكبر منصة للعمل الحر عربيًا، وموقع خمسات الذي يُعد أكبر سوق عربي لبيع وشراء الخدمات المصغرة، حيث يعمل جميع موظفيها البالغ عددهم نحو 50 موظف عن بعد من 10 مناطق جغرافية مختلفة. 

تسعى حسوب إلى نقل تجربتها الثرية في الاعتماد على نظام العمل عن بعد إلى جميع الشركات والمؤسسات العربية التي ترغب في تبني سياسة التوظيف ذاتها، من خلال موقع بعيد الذي يساعد الشركات على تجاوز الحواجز الجغرافية واستقطاب أفضل الكفاءات، كما يقدم لها العديد من الأدلة التي تساعدهم على بناء سياسة التوظيف عن بعد مثل: دليل العمل عن بُعد، ودليل حسوب للموظفين الذان يضَعان سويًا أسس نظام التوظيف والعمل عن بعد.

ومع ذلك، وضع انتشار فيروس كورونا الكثير من الشركات التي لا تدمج سياسة العمل عن بُعد ضمن نظام عملها بين خيارين كلاهما أكثر صعوبة من الأخر، إما أن تستمر في ممارسة أنشطتها كما هي دونما تغيير، ما يعرّض حياة موظفيها للخطر، أو أن تعلق جميع عملياتها وتمنح موظفيها إجازات إما مدفوعة الأجر أو غير ذلك، ما قد يعرضها للانهيار أو تدهور الإيرادات على أقل تقدير، لكن رغم صعوبة هذه الخيارات، فقد مثلّت سياسة العمل عن بعد الحل السحري لهذه الشركات، لأنه يضمن استمرارية عملياتها دون المساس بسلامة موظفيها. 

هل يتفوّق العمل عن بعد على العمل التقليدي؟

تكمن فعالية العمل عن بعد كنظام عمل في طريقه للتفوق على العمل التقليدي في تطوّر التقنيات والأدوات الرقمية سهلة الاستخدام التي تلبي مختلف احتياجات الاتصال والتعاون بين الموظفين، بداية من أدوات البريد الإلكتروني وتطبيقات اجتماعات الفيديو، حتى تطبيقات الدردشة الافتراضية وإدارة المشاريع. 

منح هذا التطور التقني نظام العمل عن بعد اليد العليا ليتميز عن النظام التقليدي للعمل، ففي حين تُعد البيروقراطية أحد السمات الأساسية لنظام العمل التقليدي في الشركات الكبرى، فإن العمل عن بعد يتفرّد بتمكّين الموظفين من تخطي بيروقراطية العمل والتواصل بفعالية مع كافة المستويات الإدارية، ما يحافظ على تماسك فرق العمل، ويضمن للإدارة مركزية الوصول والاطلاع على كل شيء تقريبًا. 

ناهيك عن أن العمل عن بُعد يوفر فرصة عظيمة للشركات، بحيث يمكنّها من تنظيم أساسيات العمل بما يتناسب مع أهدافها، ما يعزز وعي كل موظف بدوره وكيف سيساهم في تحقيق الأهداف الرئيسية، كما يمنحها فرصة الوصول إلى أفضل الكفاءات والخبرات في جميع أنحاء العالم دون التقيّد بالحدود الجغرافية أو التوقيت الزمني. 

الأمر نفسه بالنسبة للموظفين، إذ يمنحهم نظام العمل عن بُعد المرونة لتحديد أوقات العمل المناسبة وفقًا لجداولهم الزمنية، مع الحرية المطلقة في اختيار مكان العمل، ما يمنحهم القدرة على أداء العمل من المنزل دون الاضطرار إلى طلب إجازات رعاية الأطفال، ما يؤدي في النهاية إلى تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية ومسؤوليات العمل. 

لماذا يُتوقع استمرار تبني الشركات لنظام العمل عن بعد؟

الآن بات من المتوقع أن تستمر تلك الشركات التي طبقّت نظام العمل عن بُعد للمرة الأولى في تبني سياسة العمل ذاتها حتى بعد انقضاء أزمة فيروس كورونا الحالية، وذلك بعد أن اكتشفت بنفسها مزايا العمل عن بعد الرئيسية المتمثلة في توفير كم هائل من النفقات العامة والتكاليف التشغيلية، وزيادة الإنتاجية، وشعور موظفيها بالسعادة وتحقيقهم التوازن بين الحياة الشخصية والعمل.

لكن رغم أن العمل عن بُعد قد أصبح خيارًا جذابًا للأغلبية العظمى من الشركات والموظفين على حد سواء، فإن توفير بيئة عمل متسقة مع أهداف الشركة، ويعمل جميع أفرادها بكفاءة رغم اختلافاتهم الثقافية، ووجودهم في بيئة عمل افتراضية، قد يتطلّب بعض الجهد، لذا، لا بد من توفير الأدوات والمصادر اللازمة لاكساب موظفيك مهارات التواصل وتعزيز قدرتهم على العمل الجماعي والإدارة الذاتية لأنفسهم.

البوابة العربية للأخبار التقنية لماذا تتبنى المزيد من الشركات نظام العمل عن بعد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى