فيسبوك تواصل معركتها القانونية ضد مخترقي واتساب
زعم محامو شركة فيسبوك في الوثائق المقدمة إلى المحكمة أن (NSO Group)، شركة تطوير برمجيات التجسس المتهمة بالتجسس على أكثر من ألف شخص من مستخدمي واتساب، قد استخدمت خوادم موجودة في الولايات المتحدة لشن هجماتها.
وتدعي واتساب المملوكة لفيسبوك في وثائق المحكمة أن (NSO Group) استخدمت خادمًا تديره شركة الاستضافة الواقع مقرها في لوس أنجلوس (QuadraNet) أكثر من 700 مرة خلال الهجوم لتوجيه برامج (NSO) الضارة إلى أجهزة مستخدمي واتساب في شهري أبريل ومايو 2019.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد استخدمت (NSO Group) خادمًا بعيدًا استضافته أمازون لاستهداف مستخدمي واتساب، حسبما قال مهندس برامج واتساب (كلاوديو جورجي) Claudiu Gheorghe، وتمثل الوثائق ضربة لمزاعم (NSO Group) بأن منتجها المميز المسمى (Pegasus) غير قادر على تشغيل العمليات في الولايات المتحدة.
وقالت واتساب: “يشكل هذا الانتهاك لخوادم واتساب وأجهزة المستخدمين قرصنة غير قانونية، بالإضافة إلى جريمة الوصول غير المصرح به وفقًا لقانون الاحتيال وإساءة استخدام الحاسب”.
وتعتبر هذه الوثائق الأحدث في المعركة القانونية التي بدأتها واتساب عبر رفع دعوى قضائية ضد (NSO Group) العام الماضي بسبب التجسس المزعوم على المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين.
وقال (جون سكوت رايلتون) John Scott-Railton، أحد كبار الباحثين في (Citizen Lab) بجامعة تورنتو، عبر تغريدة من حسابه الرسمي على منصة تويتر: “إن الوثائق تضعف على الأرجح حجة (NSO Group) بأن ليس لديها عمليات في الولايات المتحدة”.
وأضاف الباحث: “سيكون من الصعب على (NSO Group) أن تدعي بشكل موثوق أنه لا يوجد ارتباط بين الولايات المتحدة وعملياتها، وتظهر الوثائق شراء (NSO Group) لخوادم القرصنة وتشغيلها، وهذا يجعل الشركة تبدو أشبه بخدمة قرصنة أكثر من كونها مطورة برامج”.
وقال المتحدث باسم (NSO Group): “إن (NSO Group) لا تشغل برنامج (Pegasus) لعملائها في الولايات المتحدة، ولا يمكنها استخدامه ضد أرقام الهواتف المحمولة الأمريكية أو ضد جهاز موجود داخل الحدود الجغرافية للولايات المتحدة”.
وعمل محامو واتساب على دحض حجج (NSO Group) القائلة بضرورة رفض القضية بسبب الجوانب التقنية القضائية، بالإضافة إلى خطط الشركة للدفاع عن نفسها وفقًا للحصانة السيادية، وهو دفاع تتذرع به عادةً الدول القومية للدفاع عن نفسها لمحاولة تجنب الأضرار المدنية في بلدان أخرى.
وجادلت (NSO Group) بأنها يجب أن تكون في مأمن من هذه الادعاءات بالنظر إلى أن عملائها هم حكومات تستخدم منتجاتها لأسباب تتعلق بالأمن القومي، ويقول محامو واتساب إن (NSO Group) فشلت في تحديد حكومة معينة عملت لصالحها أو ذكر عقد واحد أو أي دليل يثبت دورها المحدود المزعوم في العمليات.
وجاء في الوثائق: “المتهمون يلقون باللوم على حكومات مجهولة، وهذه الحجة فاشلة، ولا يمكن للمتهمين أن يتستروا بالاعتماد على حصانة موكليهم المفترضة، ويجب محاسبتهم وفقًا للدعوى القضائية المرفوعة أمام محكمة كاليفورنيا”، وأضافت “(NSO Group) ليست ذات سيادة وليست محصنة ولا بمنأى عن ممارسة المحكمة لاختصاصها”.