خبز الزنجبيل .. إصدار أندرويد الذي رفض الموت كان أفضل مما تعتقد
قبل أن يصبح إصدار أندرويد المسمى (خبز الزنجبيل) Gingerbread أو (Android 2.3) بمثابة الإصدار الذي يرفض الموت، فإن خبز الزنجبيل شكل دفعة هامة لنظام أندرويد، وجلب معه الكثير من الأمور التي أصبحت اليوم مسلمات بالنسبة لمستخدمي النظام التشغيلي، وذلك تبعًا لتقديمه تحسينات كبيرة لواجهة المستخدم وجعل النظام بأكمله أكثر كفاءة.
وقدمت جوجل هذا الإصدار في نهاية عام 2010 على عجالة، لكنه أصبح إصدار أندرويد الأكثر شعبية بعد أقل من عام من صدوره، وحصل على حصة سوقية بلغت 50 في المئة في شهر ديسمبر من عام 2011، وبالرغم من أن جوجل توقفت العام الماضي عن تحديث أرقام توزيع نظام التشغيل، لكن هناك أدلة على أن إصدار خبز الزنجبيل لا يزال موجودًا.
وتم تقديم الإصدار السابق المسمى (Froyo) أو (Android 2.2) قبل بضعة أشهر من إطلاق (Gingerbread)، واستغرق هذا الإصدار حتى شهر يناير 2017 لكي يموت، بينما كان (Gingerbread) في تلك المرحلة ما يزال متشبثًا بحصة سوقية تبلغ 1.0 في المئة.
وحصل إصدار (Gingerbread) على قوة كبيرة للبقاء على قيد الحياة تنافس طول عمر نظام التشغيل (ويندوز إكس بي) Windows XP، وذلك لأنه، على غرار (Windows XP)، كان أول إصدار مميز من نظام التشغيل أندرويد.
وقبل ظهور (Android 2.3) لم يكن بمقدور التطبيقات الخارجية الوصول إلى الكاميرا الأمامية، لكن إصدار خبز الزنجبيل سمح للتطبيقات الخارجية باستخدام أي عدد من الكاميرات بغض النظر عن مكانها، ولولا هذا الإصدار، لم تكن هواتف أندرويد الذكية الحديثة المزودة بعدد كبير من الكاميرات ذات معنى.
كما أن الشاشات الكبيرة – التي تتراوح بين 7 و 10 إنشات – لم تكن ممكنة لولا هذا الإصدار، حيث كان (Android 2.3) بمثابة استعداد لأجهزة أندرويد اللوحية التي ستحصل على دعم مناسب مع الإصدار (Android 3.0) أو (خلية العسل) Honeycomb.
وسمح إصدار خبز الزنجبيل بتفعيل عدد من الميزات الأساسية الأخرى، مثل (NFC) التي شكلت إضافة جديدة كبيرة، حيث تستخدم ميزة (الاتصال القريب المدى) Near Field Communication للعلامات الإلكترونية، كما أن الميزة حيوية بالنسبة لأنظمة الدفع الحديثة القائمة على الهواتف الذكية.
وتم تحسين العديد من الأشياء الأساسية، مثل النسخ واللصق، في (Android 2.3)، مما سمح للمستخدم بالضغط لفترة طويلة على أي كلمة لإظهار قائمة التحديد والنسخ واللصق، كما أصبحت لوحة المفاتيح الافتراضية أفضل في تقديم الاقتراحات النصية، وتم تعديل التخطيط الرئيسي للأحرف لتسهيل الكتابة، وجعل الإملاء الصوتي أكثر دقة.
وحسنت أدوات الوسائط المتعددة الجديدة تجربة الاستخدام بشكل ملحوظ، وصار بإمكان التطبيقات تفعيل التمثيل الافتراضي لسماعات الرأس وتعزيز صوت الجهير، بالإضافة إلى دعم برامج الترميز الجديدة لتشغيل ملفات الصوت من نوع (AAC) و (AMR)، إلى جانب فيديوهات (VP8) و (WebM).
وقدم (Gingerbread) شاشة إدارة الطاقة، التي تعطي معلومات مفصلة عن استخدام البطارية، كما أظهر أيضًا التطبيقات التي تعمل في الخلفية وتستهلك طاقة البطارية والمعالج، وكان هذا أول إصدار لنظام تشغيلي يمنح المستخدمين أدوات قوية وسهلة الاستخدام لإدارة عمر البطارية.
وحصل أداء النظام التشغيلي على دفعة كبيرة مع توزيع الأحداث بشكل أسرع، وتم التعامل مع أحداث اللمس ولوحة المفاتيح بوقت استجابة أقل، وتحميل أقل لوحدة المعالجة المركزية، مما عاد بالفائدة على الألعاب والتطبيقات الأخرى التي تتطلب واجهة مستخدم سريعة.
وطورت جوجل أيضًا جامع القمامة المتزامن، وهو أحد أشكال إدارة الذاكرة التلقائية، الذي يحاول استعادة الذاكرة التي تشغلها كائنات لم يعد يستخدمها البرنامج، مما سمح للتطبيقات بالعمل بسلاسة وبدون فشل أثناء أداء مهمة الصيانة الخلفية هذه.
وسهل (Gingerbread) تشغيل التعليمات البرمجية الأصلية للحصول على أفضل أداء من الرقاقات، حيث قدم واجهة برمجة تطبيقات أصلية يمكنها استخدام (OpenGL ES) مباشرةً للرسومات، وتحميل الأصول ومعالجة أحداث الإدخال وأجهزة الاستشعار وتشغيل الصوت، كما تم أيضًا تحديث برنامج تشغيل (OpenGL) للحصول على أداء ثلاثي الأبعاد أسرع.
وهناك العديد من الأمور الأخرى التي قد تتفاجأ عندما تعلم أنها لم تكن متاحة قبل إصدار (Gingerbread)، مثل مدير التحميل، حيث كان على مستخدمي أندرويد في السابق تتبع الأشياء التي قاموا بحفظها من المتصفح بأنفسهم.
وبالرغم من أن معلومات المستخدمين الحاليين لأجهزة أندرويد بشأن إصدار (Android 2.3) قد تكون معدومة، لكن يجب القول: إن هذا الإصدار هو أحد أكثر إصدارات أندرويد تأثيرًا، وساعد في جعل أندرويد النظام التشغيلي المهيمن عالميًا.