استخدمت الصين العديد من الأدوات التقنية لتعقب مواطنيها من أجل الحد من تفشي فيروس كورونا (COVID-19)، وبعكس الانتقادات والمخاوف من اختراق الخصوصية التي أُثيرت حول نظام تتبع الاتصال، الذي تتعاون في تطويره كلٌّ من جوجل وآبل، كانت الصين صارمة جدًا في استخدام الوسائل التقنية لتعقب مواطنيها.
وبالرغم من تعرضها لانتقادات كبيرة إلا أنها استمرت في تطبيق إجراءاتها على نطاق واسع، التي كانت تعتمد إلى حد كبير على المستخدمين الذين تخلوا عن معلوماتهم الشخصية في المقابل.
كيف استخدمت الصين التكنولوجيا لتعقب فيروس كورونا؟
1- باستخدام رموز QR في وسائل النقل العام:
مع بداية انتشار فيروس كورونا استخدمت الصين رموز الاستجابة السريعة (QR) لتتبع الأشخاص الذين يستخدمون وسائل النقل المختلفة، مثل: الحافلات أو قطارات الأنفاق؛ لتعقب المصابين ومن يشتبه في إصابتهم بالفيروس.
في مترو شنغهاي، على سبيل المثال، وُضعت رموز QR على نوافذ قطار مترو الأنفاق، ومن خلال مسح رمز الاستجابة السريعة، يحدد الشخص متى استقل القطار، وبالتالي عند اكتشاف إصابته بالفيروس يُسهل على السلطات تحذير من كانوا معه في المقصورة نفسها.
2- برموز الصحة الشخصية الملونة:
قدمت منصات WeChat و Alipay و Tecent الصينية ما يسمى برموز الصحة الشخصية على شكل رموز QR ملونة في مدن مختلفة، حيث تأتي الرموز باللون الأخضر والأصفر والأحمر.
ويشير اللون الأخضر إلى عدم إصابة الشخص بالفيروس، بينما الأصفر يشير إلى الاشتباه بإصابته من خلال مخالطته لإحدى الحالات المؤكدة، بينما اللون الأحمر يشير إلى تأكيد إصابة الشخص بفيروس كورونا.
اُستخدمت هذه الرموز للمرة الأولى في مدينة هانغتشو الشرقية بواسطة منصة Alipay، وذكرت الشركة أنها تعمل على تطوير إصدار سيُستخدم على مستوى الصين، ويطلب النظام من المستخدمين ملء المعلومات الشخصية التي تتضمن أرقام الهواتف وأرقام الهوية الوطنية، بالإضافة إلى معلومات عن تاريخ سفرهم وحالتهم الصحية.
وحتى الآن تبدو التفاصيل التقنية حول كيفية إنشاء رمز للفرد غامضة، ولكن المنصة ذكرت أنها تستخدم تقنية (البيانات الضخمة) Big Data في إنشاء الرمز الصحي للمستخدم، الذي يتغير إذا كان في المساحة نفسها مع حالة مؤكدة أو مشتبه فيها.
لكن النظام، الذي تستخدمه بالفعل معظم المدن في الصين، لديه الكثير من المشاكل، حيث اشتكى المستخدمون من أنه يفتقر إلى الشفافية، وأعربوا عن شكوكهم حول فعاليته، كما ذكر تقرير صحيفة نيويورك تايمز أن النظام يرسل معلومات المستخدمين الشخصية، ومن ضمنها: بيانات الموقع، إلى الشرطة.
3- بالتطبيقات الحكومية:
تزامنًا مع انتشار فيروس كورونا؛ أطلقت شركة (تشاينا إلكترونيكس جروب) المملوكة للدولة تطبيقًا جديدًا يُسمى (Close Contact Detector)، بالتعاون أيضًا مع العديد من المؤسسات الصينية، مثل: مجلس الدولة، واللجنة الوطنية للصحة، ووزارة النقل والسكك الحديدية، وهيئة الطيران الصينية.
مبدأ عمل التطبيق هو أن أي مواطن يمكنه التسجيل باستخدام رقم الهاتف، ومن ثم عليه إدخال اسمه ورقم الهوية. وستُطابق بياناته مع قاعدة البيانات الضخمة لدى السلطات العامة لمساعدة الناس على معرفة إذا كانوا على اتصال وثيق مع أي شخص مصاب بالفيروس خلال الأسبوعين الأخيرين.
4- ببث الرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي:
في حين أثبتت البيانات الضخمة أنها مفيدة في تعقب الأشخاص، فإن الصين أيضًا تستخدم المنصات الاجتماعية الإلكترونية في تعقب الأشخاص، حيث تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي الشائعة في الصين مثل: WeChat وWeibo، لنشر الرسائل حول المستجدات وطرق الوقاية، وأيضًا للبحث عن الأشخاص المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا.