حتى وقت قريب كانت عملية نسخ الملاحظات والمحادثات مملة للغاية، وذلك من خلال تسجيلها في ورقة خارجية ثم الجلوس أمام الحاسوب لكتابتها، ولكن يوجد الآن الكثير من خدمات (النسخ الصوتي) Online Transcription Services عبر الإنترنت التي يمكنك استخدامها لتحويل التسجيلات الصوتية إلى نصوص.
وبالرغم من ذلك نجد أن هذه الخدمات تواجه سؤالًا مهمًا للغاية: هل هي آمنة؟ فبعد كل شيء هذه الخدمات تتعامل كثيرًا مع تسجيلات صوتية لمحادثات حساسة ورسائل صوتية خاصة، يقوم المستخدمون بتحميلها في خوادمها.
فيما يلي سنلقى نظرة على كيفية عمل خدمات النسخ الصوتي عبر الإنترنت، وهل هي آمنة؟
كيف تعمل خدمات تحويل الكلام إلى نص:
تُصنف معظم خدمات تحويل الكلام إلى نص الموجودة حاليًا إلى 3 أنواع هي:
1- التي تستخدم الحاسوب:
يعتمد هذا النوع بالكامل على الحاسوب، حيث يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي الحالية لمعالجة المحادثات، مثل: الخدمات التي تقدمها جوجل، وآبل، و Otter.ai.
تعمل هذه الخدمات على تحويل الموجات التناظرية التي ينشئها الصوت إلى تمثيل رقمي، وتقسمها إلى أجزاء صغيرة، وتطابقها مع الصوتيات المعروفة أو عناصر اللغة.
وتقوم هذه الخوارزميات بفحصها في سياق الصوتيات الأخرى، ووضعها من خلال نماذج إحصائية وذكاء اصطناعي تنتج في النهاية نصًا، ونظرًا لأنها تعمل بالكامل بواسطة الحاسوب، فإنها تكون أقل تكلفة. ولكن بالرغم من ذلك قد لا تكون دقيقة تمامًا خاصة عندما يتعلق الأمر باستخراج النص من البيئات الصاخبة أو المتعددة الأشخاص.
2- التي تعتمد على البشر:
تتضمن هذه الطريقة استخدام منصات مخصصة، مثل: Rev لربط العملاء بمجموعة من الناسخين المعتمدين لديها، كما يمكن الاستعانة بشخص مستقل من منصات مثل: Upwork أو Fiverr.
3- التي تعتمد مزيجًا من معالجة الحاسوب والبشر:
يعتمد هذا النوع من الخدمات على خوارزميات الذكاء الاصطناعي للقيام بالعمل الأساسي، ثم يقوم شخص ما بترتيب النص وإصلاح أي أخطاء.
استغلال خدمات تحويل الكلام إلى نص بطريقة سيئة:
في السنوات الأخيرة، تعرضت العديد من الشركات التي تقدم خدمات تحويل الكلام إلى نص إلى الكثير من الفضائح وخروقات البيانات.
أشهرها وأقدمها هي شركة SpinVox التي قدمت خدمة اُعتبرت ثورية في وقتها لتحويل رسائل البريد الصوتي إلى رسائل SMS، وسرعان ما اجتذبت الكثير من العملاء.
ولكن اُكتشف أن الشركة تقوم بخداع عملائها من خلال معالجة رسائل البريد الصوتي الخاصة بهم بواسطة أشخاص يعملون من مكاتب في أماكن مثل: باكستان وموريشيوس وجنوب أفريقيا. حيث اتضح أن الشركة أخذت 2% فقط من رسائل البريد الصوتي وعالجتها آليًا، بينما تعاملت مع باقي الرسائل وعالجتها يدويًا بواسطة حوالي 10000 عامل مستقل.
وفي عام 2018؛ اكتشف صحفي الأمن الإلكتروني (بريان كريبس) خرقًا كبيرًا في خوادم شركة MEDantex التي تقدم خدمات تحويل الكلام إلى نص للمهنيين الطبيين، وقد سُربت بيانات وسجلات طبية حساسة بعضها يعود الى عام 2007 وأُتيحت البيانات لتنزيلها مجانًا كملفات وورد.
وفي عام 2019؛ اكتشف موقع الأخبار البلجيكي (VRT NWS) أن متعاقدي جوجل يستمعون سرًا إلى تسجيلات مساعدها الصوتي حتى إن أحد المتعاقدين ساعد الموقع في الوصول إلى المحادثات، وكان العديد منها ذا طبيعة حساسة للغاية.
كما كشفت تقارير أخرى خلال عام 2019 أن شركات مثل: أمازون، وآبل، ومايكروسوفت تستخدم أيضًا المتعاقدين بهذه الطريقة لتطوير المساعدات الصوتية الخاصة بها. بعبارة أخرى قد يستمع شخص ما إلى التسجيلات الصوتية الخاصة بك مع مساعدك الصوتي.
هل استخدام هذه الخدمات آمنة؟
في الآونة الأخيرة ومع التطور التقني الذي نشهده، أصبحت الكثير من هذه الخدمات احترافية في الحفاظ على حساسية تسجيلاتك، ولكن بالرغم من ذلك عندما تعهد بمحادثاتك الخاصة إلى جهة خارجية، فأنت تعتمد على هذه الجهة لحمايتها، وينطبق هذا تمامًا على الخدمات عبر الإنترنت تمامًا كما ينطبق على الأشخاص.
لذلك عليك أن تسأل نفسك سؤالين: هل تثق بالخدمة؟ وما مدى حساسية محادثاتك؟ وبالتالي عندما تختار إحدى هذه الخدمات من المفيد دائمًا إجراء بعض عمليات البحث عنها، للإجابة على أسئلة مثل: هل تتمتع الشركة بسمعة طيبة؟، هل تعرضت لخرق بيانات في الماضي؟ هل هناك سياسة خصوصية توضح كيفية معالجة بياناتك وتأمينها؟
وكما ذكرنا سابقًا، تعتمد بعض هذه الخدمات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي على الموظفين والمتعاقدين الخارجيين لإجراء فحوصات مراقبة الجودة.
وعلى الرغم من أن عمليات التحقق تكون لأغراض الجودة، إلا أن هناك دائمًا فرصة لأن يستمع شخص ما إلى محادثاتك، وبالتالي إذا وجدت أن محادثاتك شديدة الخصوصية، فقد ترغب في التفكير في فتح محرر نصي والاستعانة بالطريقة التقليدية القديمة.