شهدت خدمة التراسل الفوري واتساب انتشار الكثير من الشائعات في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، وهو أمر ليس مستغربًا بالنظر إلى أن الكثير من المستخدمين اعتادوا التهويل في مثل هذه الكوارث والطوارئ.
وشهد التطبيق – المملوك لشركة فيسبوك – تبادل رسائل بين الأصدقاء والأقارب تطلب من الناس شرب حساء ساخن لوقف فيروس كورونا، أو اختبار العدوى عن طريق حبس أنفاسهم لمدة 15 ثانية، مما يتعارض مع النصائح الطبية الرسمية.
وترافقت أزمة فيروس كورونا المستجد – التي أودت بحياة ما يقرب من 9000 شخص في جميع أنحاء العالم، وهددت بحدوث أزمة اقتصادية لملايين آخرين – مع ما وصفته منظمة الصحة العالمية بـ “تفشي” المعلومات الخاطئة.
وخلال الأيام الماضية، أعلنت شبكات التواصل الاجتماعي، مثل: فيسبوك وتويتر، عن خطوات تهدف إلى منع المستخدمين من نشر معلومات مضللة عن فيروس كورونا المستجد، ومن ذلك إنكار إرشادات الخبراء، وتشجيع العلاجات المزيفة.
ومع ذلك، فإن انتشار الشائعات عبر تطبيقات التراسل الفوري أظهر صعوبة التحدي، إذ يصعب معها مراقبة المحتوى ومنع انتشاره، خاصةً بين أفراد العائلة والأصدقاء. وكانت واتساب قد قيّدت سابقًا عدد الأشخاص الذين يمكن للمستخدمين تحويل الرسائل إليهم بعد أن أثارت الشائعات على منصتها موجة من العنف في الهند في عام 2018.
وقالت واتساب – التي لديها أكثر من ملياري مستخدم في جميع أنحاء العالم – يوم الأربعاء: إنها دخلت في شراكة مع منظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى لإطلاق خدمة لمشاركة الإرشادات الصحية الرسمية عن فيروس كورونا. وقال رئيس واتساب (ويل كاثكارت): إن المنصة قد تبرعت أيضًا بمليون دولار لمنظمات التحقق من الحقائق “لدعم عملهم المنقذ للحياة لإنكار الشائعات”.
وحتى مع التحركات والتحذيرات الرسمية، استمرت الرسائل السريعة الانتشار التي توحي بنظريات المؤامرة، والاستشارات الطبية الهاتفية، في الانتشار عبر الإنترنت، مما يثير القلق بشأن الأخطار المفترضة للعدوى من بعض النصائح الخاطئة المنتشرة.