مع استمرار انتشار فيروس كورونا (COVID-19)، أصبحت الكثير من المجالات في وضع خطر للغاية، ومن ضمنها صناعة الهواتف الذكية، حيث قامت بعض الشركات المصنعة بعمليات إطلاق عبر الإنترنت بينما اضطر بعضها لتأجيل الإعلان عن إصدارات هواتفها الذكية.
ولكن ما هو نوع التأثير الذي سيحدثه انتشار فيروس كورونا على استراتيجيات شركات الهواتف الذكية خلال عام 2020؟
التخلص من المخزون القديم:
يقول تارون باتاك، المدير المساعد في شركة (Counterpoint) للأبحاث: “سيكون لفيروس كورونا بالتأكيد تأثير على استراتيجيات البائعين، وسيشمل ذلك سلسلة التوريد وتخطيط المنتجات، وخفض ميزانيات التسويق، وإدارة المخزون”.
كما أشار باتاك أيضا: إلى أن العلامات التجارية الرائدة وخاصة التي لها وجود في كل من الصين وأوروبا ستحتاج إلى التعامل بشكل خاص مع طلب ما بعد الانتعاش في الصين ومعالجة الركود في أوروبا أيضًا.
بالإضافة إلى ذلك، ستحتاج العلامات التجارية أيضًا إلى مراقبة الطلب بعد التعافي، حيث لا ترغب العديد من الشركات أن تكون أمام حقيقة امتلاكها لمخزون ضعيف بعد العودة، بالإضافة إلى أن الأولوية الأولى للمصنعين هي التخلص من المخزون مع الحفاظ على النشاط عند إصدار المنتجات الجديدة.
كيف تتأثر الهواتف الرائدة التي تأتي بسعر ألف دولار فأعلى؟
حتى الآن رأينا عددًا قليلاً جدًا من الهواتف أُعلن عنها بسعر 1000 دولارِِ أو أكثر، مثل: سلسلة Galaxy S20 و Huawei P40 Pro و Pro Plus و Mi 10 Pro، ولكن ما هو نوع التأثير الذي يمكن أن يحدثه فيروس كورونا على مبيعات هذه الأجهزة؟
يشرح باتاك ذلك قائلًا: أنه بدلاً من التخلي عن مشتريات الهواتف الذكية الرائدة ذات الأسعار العالية، سيكون المستهلكين أكثر عرضة لتأخير شرائها لمدة تصل إلى ستة أشهر، وبالتالي قد يلجأ المستهلكون إلى شراء هواتف ذكية أقل قيمة مما كان مخططًا له سابقًا، وهذا من شأنه أن يؤجل الطلب على هذه الهواتف فقط، خاصة ونحن في منتصف التحول لشبكات الجيل الخامس 5G.
ويذكر أيضا ( Mo Jia) المحلل في شركة (Canalys): “إن العديد من الأجهزة الرائدة التي تُباع في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا تُباع عبر تجار التجزئة في متاجر حقيقية، وليست الكترونية، ومع انتشار فيروس كورونا أُغلقت معظم هذه المتاجر، لذلك من المتوقع أن يكون هنالك طلب على الهواتف ذات أسعار أقل من 200 دولارِِ، وهواتف الجيل الخامس الأرخص.
ويضيف قائلًا: “هذا لا يعني أن الهواتف الذكية ذات الأسعار المنخفضة، يمكن أن تسيطر على التوجه العام للقوة الشرائية، بل إن هذا الإقبال المتزايد بسبب اتجاه معظم المستخدمين إلى توفير أموالهم في هذه الفترة لشراء ضروريات عملية واحتياجات أخرى أكثر أهمية”.
شركة هواوي والتحدي الأبرز:
قد تكون شركة هواوي واحدة من أكبر الشركات التي ربما تتأثر بشكل كبير في هذا العام، فبالإضافة إلى انتشار فيروس كورونا والتأثير المحتمل على مبيعاتها، فإنها تواجه تحدٍ آخر وهو عدم وجود خدمات جوجل بلاي في هواتفها الحديثة.
لكن المحللين يقولون إن الصين يمكن أن تثبت أنها سوق حيوية للشركة في الأيام القادمة، خاصة أنها تمر بفترة انتعاش في العرض والطلب.
ويقول تارون باتاك: “ما يقرب من 60% من مبيعات هواوي من الصين، ومع عودة الوضع في الصين إلى طبيعته، من المتوقع أن تنتعش مبيعات الشركة بشكل جيد في الصين في الأشهر المقبلة، لكنها ستواجه تحديات في بقية العالم، حيث من المتوقع أن يكون هذا العام الأكثر صعوبة بالنسبة لمبيعات شركة هواوي خارج الصين”.
كما يذكر Mo Jia أيضا: أن الصين يمكن أن تكون من أكبر الأسواق التي يمكن أن تجلب للشركة مبيعات قوية، لكن ستظل معظم الأسواق الخارجية تحديًا كبيرًا للشركة الصينية.