اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطوات للدفاع عن شبكة الطاقة الأمريكية ضد الهجمات السيبرانية والتدخل الأجنبي، حيث وقع على أمر تنفيذي يمنع هيئات شبكة الكهرباء الأمريكية من شراء المعدات الكهربائية المصنعة خارج الولايات المتحدة، فيما رحبت وزارة الطاقة الأمريكية بالأمر التنفيذي الجديد.
وينطبق الأمر التنفيذي على نظام الطاقة الضخم، الذي يتضمن محطات الطاقة والخطوط الكهربائية لنقل الطاقة عبر البلاد، وقال الرئيس الأمريكي إن الهجمات الناجحة على شبكة الكهرباء الأمريكية تمثل مخاطر كبيرة لاقتصادنا وصحة الإنسان وسلامتنا، وستجعل الولايات المتحدة أقل قدرة على الدفاع عن نفسها وعن حلفائها.
وأضاف: “الخصوم الأجانب يستغلون نقاط الضعف في نظام الطاقة الضخم للولايات المتحدة، الذي يشكل هدفًا للأشخاص الساعين إلى ارتكاب أعمال ضارة ضد الولايات المتحدة وشعبها، من ضمنها الأنشطة السيبرانية الخبيثة”.
وجادل البيت الأبيض بأن المعدات المصنوعة خارج الولايات المتحدة يمكن أن يتلاعب بها الأعداء الأجانب لإدخال نقاط الضعف في المعدات الكهربائية واستغلالها لاحقًا مع آثار كارثية محتملة.
وبالإضافة إلى منع مشغلي شبكة الكهرباء من شراء معدات أجنبية جديدة وتركيبها، فإن الأمر التنفيذي يسمح لوزير الطاقة ببدء إجراءات لتحديد المعدات الكهربائية الحالية المصنعة خارج الولايات المتحدة ووضع استراتيجيات مع الوكالات الحكومية والقطاع الخاص لعزلها ومراقبتها واستبدالها في المستقبل.
ووفقًا لوزارة الطاقة الأمريكية، فإن الحكومة الفيدرالية تنفق كل عام ملايين الدولارات على معدات جديدة لنظام الطاقة الضخم، وبالرغم من ذلك، فإن الوزارة تحذر من أن العملية تنطوي على ثغرة محتملة، إذ غالبًا ما تجبر قواعد المشتريات الحكومية الولايات المتحدة على منح العقود بناءً على العرض الأقل سعرًا.
واستشهد الرئيس ترامب بتهديدات القرصنة كسبب رئيسي لتوقيع الأمر التنفيذي الجديد، مع أن الولايات المتحدة لم تشهد أي هجمات مدمرة من المتسللين الأجانب حتى الآن، لكن النظام البيئي لشبكة الطاقة الأمريكية كان هدفًا لعمليات الاستطلاع المستمرة من المتسللين الأجانب، حيث كانت الجهات الروسية هي الأكثر استمرارًا.
وأصدرت وزارة الأمن الداخلي في عام 2018 استشارة أمنية حول زيادة العمليات السيبرانية الروسية التي تستهدف قطاع الطاقة الأمريكي، واستخدم قراصنة غير معروفين في عام 2019 عيبًا بسيطًا لإعادة تشغيل جدران الحماية في مشغل شبكة الطاقة الكهربائية دام لساعات، لكنهم لم يخرقوا الشبكة الداخلية للمشغل.
وأرسل مكتب التحقيقات الفيدرالي في شهر يناير من هذا العام تنبيهات خاصة لمشغلي شبكة الكهرباء بشأن المتسللين الذين يستهدفون سلسلة توريد البرمجيات، بحيث تحتوي البرامج الضارة المستخدمة في الهجمات على أوجه تشابه مع البرامج الضارة التي سبق أن استخدمها قراصنة معروفون ترعاهم الدولة الإيرانية.
يذكر أن إدارة ترامب اتخذت إجراءات مماثلة لتأمين شبكات الاتصالات الأمريكية بالتعاون مع لجنة الاتصالات الفدرالية (FCC)، التي صوتت في العام الماضي بحرمان أي شركة اتصالات أو مزود خدمات إنترنت في الولايات المتحدة من الأموال في حال شراء المكونات من هواوي و (ZTE).