أزالت شركة جوجل تطبيقًا يسمى (AC19) مخصصًا لنظام أندرويد من متجرها الرسمي (جوجل بلاي) Google Play طورته الحكومة الإيرانية لاكتشاف وتتبع إصابات فيروس كورونا (COVID-19)، وذلك بعد زيادة الجدل حول التطبيق، حيث اتهم العديد من المستخدمين الحكومة الإيرانية باستخدام الذعر الحاصل حول فيروس كورونا لخداع المواطنين من أجل تثبيت التطبيق وجمع أرقام الهواتف وبيانات الموقع الجغرافي في الوقت الحقيقي.
وبعد ظهور الاتهامات، قال الباحث في مجال البرامج الضارة ضمن نظام أندرويد في شركة الأمن ESET (لوكاس ستيفانكو) Lukas Stefanko: “بناءً على تحليل التطبيق وسلوكه، فإنه ليس تروجان خبيث أو برنامج تجسس، ولا يحتوي على أي سلوك مشبوه”.
وأشارت المصادر إلى أن شركة جوجل أزالت التطبيق تنفيذًا لسياسات متجرها بسبب المزاعم المضللة التي ساقها التطبيق والمتمثلة في الكشف عن إصابات فيروس كورونا، وهو أمر مستحيل من خلال التطبيق، إذ يجري مرضى فيروس كورونا المشبته بهم اختبارات، وتؤكد إصابتهم بعد إجراء تحليل ميكروبيولوجي لعينة مأخوذة من الحنجرة.
وكانت الحكومة الإيرانية قد أطلقت التطبيق في الأسبوع الماضي، ووفرته من خلال موقع ويب مخصص ومتجر جوجل بلاي الرسمي ومتاجر التطبيقات الأخرى، وذلك بعد أن أصبحت إيران واحدة من أكثر البلدان تأثرًا في العالم بفيروس كورونا الجديد، ومواجهتها أزمة صحية وطنية.
وأرسلت وزارة الصحة الإيرانية رسالة نصية قصيرة إلى جميع الإيرانيين بعد إصدارها للتطبيق تحثهم من خلالها على تثبيت التطبيق للتحقق من الأعراض المحتملة للفيروس، ويسمح التطبيق للمستخدمين بالتسجيل باستخدام رقم الهاتف، ومن ثم يطلب من الإيرانيين الإجابة على سلسلة من الأسئلة المتعلقة بأعراض فيروس كورونا.
وكانت الفكرة هي السماح للإيرانيين بتحديد ما إذا كانت لديهم أعراض حادة، وذلك لمنع المواطنين من إغراق المستشفيات المحلية دون داع، ومع ذلك، يطلب التطبيق وصولًا إلى تفاصيل الموقع الجغرافي في الوقت الفعلي، والتي تُنقل فورًا إلى الخادم المتصل بالتطبيق.
وبالرغم من أن التطبيق يطلب الوصول إلى معلومات الموقع الجغرافي من خلال أذونات رسمية يجب على المستخدمين الموافقة عليها، إلا أن المخاوف ظهرت بعد معرفة أن التطبيق طورته شركة (Smart Land Strategy)، والتي سبق أن طورت تطبيقات أخرى للنظام الإيراني.
وطورت هذه الشركة سابقًا نسختين من تطبيق (تليجرام) Telegram باسم (Gold Telegram) و (HotGram)، وأزالت شركة جوجل التطبيقين من متجرها بناءً على اتهامات بجمع بيانات المستخدم سرًا، وادعت التقارير في ذلك الوقت أن الشركة طورت التطبيقات بناءً على طلب وكالات الاستخبارات الإيرانية.
وبدأت في الآونة الأخيرة العديد من شركات التكنولوجيا، مثل آبل وجوجل وفيسبوك، في اتخاذ إجراءات صارمة ضد المحتوى المرتبط بفيروس كورونا، وخاصةً تلك التي تتظاهر بتقديم خدمات الكشف والعلاجات المزيفة أو غيرها من المحتويات المضللة.
وقال المنشقون الإيرانيون إن الحكومة الإيرانية يمكن أن تستخدم الذعر حول فيروس كورونا كخدعة لخداع ملايين الإيرانيين لتثبيت التطبيق وجمع تفاصيل الأجهزة والموقع، ومن ثم تثبيت البرامج الضارة على الأجهزة من خلال تحديث لاحق.
ووفقًا لتغريدة شاركها وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإيراني، (محمد جواد آذري جهرمي) Mohammad Javad Azari Jahromi، فقد جمعت الحكومة حتى الآن نقاط بيانات الموقع لأكثر من أربعة ملايين إيراني بمساعدة التطبيق.