ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن حكومة الولايات المتحدة تجري محادثات مع فيسبوك وجوجل وشركات تقنية أخرى بشأن استخدام بيانات موقع الهاتف الذكي لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك بعد أن قدمت الكثير من شركات التكنولوجيا الدعم لمكافحة الوباء، ويبدو أن هذه الشركات مستعدة لزيادة الدعم.
ويعتقد أن الحكومة الأمريكية تتطلع بشكل أكثر تحديدًا إلى استخدام بيانات الموقع لتتبع ما إذا كان الأشخاص يحافظون بالفعل على مسافة آمنة عن بعضهم البعض، وذكرت ثلاثة مصادر للصحيفة أن البيانات ستكون مجهولة المصدر، لكن صحيفة نيويورك تايمز أظهرت سابقًا أن هويات الأشخاص يمكن ربطها ببيانات تتبع الهواتف الذكية المجهولة.
ومع ذلك، ليس هناك شك في أن بيانات تتبع الهواتف الذكية يمكن أن تكون مفيدة للسلطات التي تحاول القضاء على وباء فيروس كورونا المستجد وتفشي الأمراض في المستقبل، ويمكن على سبيل المثال استخدام بيانات تتبع مواقع الهواتف الذكية نظريًا لمنع الأشخاص الذين يحاولون إجراء اجتماعات واسعة النطاق.
ولم تؤكد شركة فيسبوك أو تنكر أنها تجري محادثات مع حكومة الولايات المتحدة بشأن تتبع بيانات موقع الهواتف الذكية لمكافحة أزمة فيروس كورونا المستجد، لكن (لورا ماكجرمان) Laura McGorman، مديرة سياسات مبادرة البيانات من أجل الخير ضمن فيسبوك، أشارت إلى أن العديد من الحكومات تدعم ميزة خرائط الوقاية من الأمراض.
وأضافت: “ساعدت خرائط الوقاية من الأمراض المنظمات على الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية، وقد سمعنا من عدد من الحكومات أنها تدعم هذا العمل، ويمكن للباحثين والمنظمات غير الربحية في حالة فيروس كورونا استخدام هذه الخرائط المبنية باستخدام بيانات مجهولة المصدر يختار الأشخاص مشاركتها، وذلك للمساعدة في مكافحة انتشار الفيروس”.
كما لم تؤكد شركة جوجل بشكل مباشر المناقشات مع حكومة الولايات المتحدة، لكنها أخبرت صحيفة واشنطن بوست أنها تبحث في طرق يمكن من خلالها استخدام بيانات التتبع المجهولة الهوية لمكافحة وباء فيروس كورونا، مع ضمان عدم مشاركة حركة الشخص أو الموقع الفردي.
وأشار الممثل إلى أن أحد الأمثلة على ذلك هو مساعدة السلطات الصحية على تحديد تأثير المسافات الاجتماعية، على غرار الطريقة التي تعرض بها جوجل أوقات عمل المطاعم وأنماط حركة المرور الشائعة في خرائطها.
وتشمل شركات التكنولوجيا الأخرى التي يقال إنها تجري محادثات مع الوكالات الحكومية لاستخدام تكنولوجيتها لمحاربة فيروس كورونا المستجد (Clearview AI) و (Palantir)، وتجري الشركة الناشئة للتعرف على الوجه (Clearview AI) محادثات مع حكومات الولايات حول استخدام تقنيتها لتعقب المرضى المصابين.
يذكر أن الاستراتيجية قد تكون مفيدة في دراسة اتجاهات انتقال الفيروس، لكنها تأتي في الوقت الذي تخضع فيه شركات التكنولوجيا الكبرى لتدقيق مكثف بشأن سياسات الخصوصية والمجموعة الكبيرة من المعلومات الشخصية التي لديهم عن المستهلكين.