تعمل مجموعة صغيرة داخل عملاقة التجارة الإلكترونية أمازون على علاج لنزلات البرد في ظل انشغال العالم بانتشار فيروس كورونا (COVID-19)، ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة (سي إن بي سي) CNBC، فإن المبادرة السرية المسماة (مشروع جيسوندهيت) Project Gesundheit تختبر لقاحات جديدة.
وتم تشكيل (مشروع جيسوندهيت) كنتيجة لمجموعة البحث والتطوير التابعة لشركة أمازون المسماة (Grand Challenge)، والتي تمول أكثر من 100 مبادرة تهدف إلى معالجة المشكلات الكبيرة وإيجاد الحلول المثالية التي سيكون لها تأثير كبير على البشرية، لكن أمازون لا تعترف علنًا بالمجموعة، والتي يتولى إدارتها الموظف السابق في شركة (ألفابت) Alphabet، (باباك بارفيز) Babak Parviz.
وتركز مجموعة البحث والتطوير (Grand Challenge) – التي كانت تعرف أحيانًا باسمها الرمزي (1492) – على الرعاية الصحية والقطاع الطبي ككل، وهو سوق بقيمة 3.5 تريليون دولار في الولايات المتحدة وحدها.
وتكلف نزلات البرد الاقتصاد الأمريكي نحو 40 مليار دولار سنويًا، وذلك بسبب زيارات الأطباء وفقدان الإنتاجية، وذلك وفقًا لدراسة صادرة في عام 2003 من جامعة ميشيغان، ومن المرجح أن يكون هذا الرقم أعلى بكثير اليوم.
ولدى الشركة أكثر من 100 شخص يعملون في مجموعة (Grand Challenge) الموجودة داخل قسم الحوسبة السحابية (AWS) في أمازون، ويعمل الآن فريق صغير في هذه المجموعة، بما في ذلك العلماء والتقنيون، على علاج أكثر الأمراض شيوعًا في العالم، ويأمل الفريق في تطوير لقاح، لكنه يستكشف مجموعة متنوعة من الأساليب لحل المشكلة.
ويشار داخليًا إلى هذا الجهد في بعض الأحيان باسم “Vaccine Project”، وبالرغم من وجود الموارد المالية وخبرات أمازون، فإن العثور على علاج لنزلات البرد سيكون مهمة صعبة، إذ هناك أكثر من 200 سلالة من الفيروسات تؤدي إلى حدوث نزلات البرد، ويعتبر الفيروس الأنفي أكثرها شيوعًا، مما يعني أن العلاج الشامل يجب أن يكون متطورًا للغاية ومتكيفًا.
كما أن هذه الفيروسات معرضة لطفرة سريعة إلى حد ما، ويعني هذا أنه حتى لو كان اللقاح يعمل لفترة، فقد يصبح غير فعال بسهولة نظرًا لتطور الفيروسات ومقاومتها للعقاقير، وهناك مسألة الآثار الجانبية، بحيث حتى إذا كان اللقاح أو الدواء قادرًا على معالجة المشكلة، فإنه يجب أن يكون خاليًا تقريبًا من جميع الآثار الجانبية لكي يصبح مربحًا.
وتعمل أمازون على مجموعة متنوعة من المشاريع الصحية في جميع أنحاء الشركة، ولديها فريق يسمى (Amazon Care) يطور عيادة طبية افتراضية لموظفي الشركة، كما لديها فريق صيدلي تابع لشركة PillPack الناشئة التي حصلت عليها أمازون في عام 2018، بالإضافة إلى امتلاك المساعد الصوتي (أليكسا) Alexa لمجموعة مخصصة للاستخدامات الصحية.